بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حيث أني أحد الأعضاء الموجهة إليهم الرسالة فأنا أجيب باختصار شديد عن نفسي بما سيأتي. أخي السائل لقد خلطت رسالتك مواضيع عديدة أدخلتها ببعضها البعض ويستوجب الرد أن أتوقف عند مقدمتك أكثر مما يستوجب التوقف عند الأسئلة المصاغة بنهاية رسالتك. هناك أسباب فنية تستدعي وجود تلك المبالغ في تلك المصارف التي هي مصارف عالمية تتأثر بقرارات دولية أو تكتلات سياسية أو اقتصادية وليس الأمر موقوفا على الدول التي أشارت لها رسالتك. فالمستورد للنفط لا يمكنه السداد بعملات محلية أقصد عملات البلد المصدر ولا في مصارف صغيرة لا تملك فروعا وإمكانيات. وليس من حرج في السداد في مصارف عالمية حيث لديها ميزات وتسهيلات تعجز عنها المصارف المحلية. لذلك فالشكلة في كون المصارف المحلية قاصرة واضح للعيان، كما أن طلب استثمار كامل الأموال المذكورة قضية فنية يشوبها كثير من الكلام والتوضيح. إن عالمية التبادل التجاري تطغى على المحلية قطعا ولا يمكن لأي بلد أن يعيش بمنأى عن غيره والقضية تتعلق بحسن الإدارة وصفاء نوايا متخذي القرار وولائهم بشفافية. فالاستعمار الجديد الذي تشير إليه مبني على نظرية المؤامرة التي هي مفيدة في بعض جوانبها لكن الاستفاضة فيها مؤداه الجنون وتعطيل كل شيء فلا يعقل أن كل ما يحدث محض مؤامرة فهذا مشجب تبريري أكثر منه موقف علاجي يستفيد منه بعض الفاسدين أكثر مما يفيدون به غيرهم من أصحاب الشأن. ثم إن الحرية القائمة على العدل والتشاور بين أهل الحل والعقد وعدم إقصاء الآخر (أوما يسمى بالديمقراطية بمعانيها المتعددة والمتطورة) ليست كلها سيئة كما ليست كلها مدخل للاستعمار فهذا كلام مللناه من المسؤولين المبررين لأفعالهم الاستبدادية ولا أرى أن صياغته في مقدمتك أمر حميد. سؤالك الأول جوابه باختصار شديد.. إن خطر توطين الأموال في بنوك ربوية هو الحرب مع الله تعالى وهذه معركة يخسرها كل من يخوضها كائنا من يكن لأن رب العزة قد أفرد عقوبة شديدة للربا وجعل حُوَبها مدمرة لكل شيء. وقد توسعنا في كتابنا (ضوابط الاقتصاد الإسلامي في معالجة لأزمات المالية العالمية) المتح نسخة قديمة منه على موقع مركز ابحاث فقه المعاملات الإسلامية www.kantakji.com تلك الآثار بإسهاب. أما جواب سؤالك الثاني، فالأصل في الجواب نعم، إلا إذا تضمن العقد سرا شروطا فاسدة تذهب بالأموال وهذا من الفساد الممكن ملاحقته بموجب القوانين الدولية كما يمكن تحصيل تلك الأموال مع تحمل فرص ضياع استثماره والدعاوى الواجبة لتحصيله طبعا. ولابد لتحقيق ذلك من إجادة القوانين الدولية باحتراف والتكيف معها لجعلها ميزة بدلا من جعلها غير ذلك، وليست كل القوانين مرفوضة بالكلية طبعا، كما أن تقصير دولنا ومسؤولينا عن مواكبة صياغة تلك القوانين منوط بعدم استيعابهم للتغيرات الحاصلة في العالم مما يشعرنا أنها قوانين ذات صبغة معينة وهذا مما يمكن معالجته أما الهروب من المشكلة فليس بحل أبداً. جواب سؤالك الثالث أن العالمية كما أراها من وجهة نظري (وليس العولمة) هي ليست عيبا وليست نكرة بل هي محدد يوجب علينا أن نسرع في جعل منتجاتنا ذات جودة كبيرة وباسعار منافسة.. والسوق يستوعب الجميع ومثال الصين واضح بيّن.. لكن عندما وُسد الأمر لغير أهله في بلداننا وجب علينا أن نخضع لتكملة الشرط الذي نص عليه الحديث الشريف حيث تحل بساحاتنا ساعة الخراب والدمار والهزيمة وهذه من هذه. أما جواب السؤال الرابع فهو أن يترأس دولنا أفضل الناس من أهل الخبرة أو أن يستعين بهم من يترأس البلاد ثم لنتخلص من الجهل بالعلم الصحيح (فقها وعلماً على السواء فهذا من هذا) وهذا يطال الحاكم والمحكوم على السواء. ثم علينا أن لا ننغلق على أنفسنا بحجج مريضة بل أن نفعل ما فعله أجدادنا حيث فتحوا السند والهند وشرق الأرض وغربها بحسن أخلاق تجارهم فطبقوا إسلامهم تطبيقا عمليا في أعمالهم فكان الأثر سيادة العدل ودخول الناس في هذا الدين العادل. لذلك ليست القضية مجتزأة في استثمار أموال ضائعة أو مضيّعة، بل هو حل شمولي مبادؤه بسيطة سهلة فيها الالتزام بشرع الله تعالى والإخلاص له والولاء لدينه وليس لجغرافية تتغير بتغير الزمان والمكان وليس لأموال تقل وتزيد وليس لأشخاص يولدون ثم يموتون. إن الأصل في معيشتنا وحياتنا هي عبادة الله وقوله عز وجل (وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقاً) [الجن: 16] فيها الضمان وفيها الأمل المنشود لأي خطة اقتصادية أو اجتماعية، فالماء أصل الحياة وبفساده أو ذهابه تذهب اي حضارة وتزول. أنا لا أريد أن أجعل الحل مبتورا برأيي لكنها قناعتي التي أعيش وأعمل وأدرس عليها، فبعض أعضاء المجموعة يميزون أحيانا بين حلّ إسلامي وغير إسلامي وهذا مما يشعرني بأن حلقة مفقودة بيننا أو بين من يرون أن هناك اقتصاد تقليدي أو غربي وبين أشكال أخرى يرونها غريبة ونراها غير ذلك. أترك لباقي الأخوة المساهمة بالرد لنتعلم منهم ويفيدوننا بآرائهم القيّمة. لا تنس الصلاة على نبي الرحمة والدعاء الصالح للمسلمين.. *Samer Kantakji, PhD., TCA* www.kantakji.com www.kantakji.net http://groups.google.com/group/kantakjigroup Email: kanta...@kantakji.com , kanta...@gmail.com Mobile:+963 94 4273 000 Tel: +963 33 2530 772 Tel: +963 33 2518 535 SKYPE: Kantakji 2011/9/25 Abd-el-ilah <tba.0...@gmail.com> > السلام عليكم و رحمة الله > > إلى الأخ الدكتور سامر القنطقجي حفظه الله تعالى وعافه وإخوانه وأخواته في > مجموعتنا المباركة إن شاء الله تعالى. > مشكل توطين أموال الصادرات في البنوك الغربية بالنسبة للدول الإسلامية خاصة > المصدرة للمحروقات أصبح مشكل يمس مباشرة بسيادة البلدان الإسلامية وحق إتخاذ > القرار السياسي وتبعا للأزمة والأزمات المالية الحقيقية أو المفتعلة لأغراض > الهيمنة ومصادرة الأموال بمختلف الصيغ نعرف جيدا أن الخاسر الأول هي البلدان > الإسلامية الغنية حتى أصبح مصير الأجيال القادمة إن شاء الله بين قوصين ومعرضة > صراحتا لإستعمار جديد ومقنع بالديقراطية وإقتصاد السوق نسأل الله العفو > والعافية. > > اسئلتي أخي د سامر القنطقجي تدور حول ما يلي : > > 1- ماهو خطر توطين أموالنا في البنوك الربوية للدول الغربية > 2- هل حقيقة يمكن للدول المصدرة للبترول أن تسترجع أموالها و بقيماتها الأصلية > 3- هل يمكن التحجج بالعولمة المفروضة علينا لقبول هذا الوضع > 4- والسؤال الأهم هو ما هو البديل لهذه الوضعية وما العمل إذا أراد المسؤلون > أن يركنوا أموال البلاد داخل أوطانهم. ما هو التنظير لهذه المسالة بتأصيل > وتفصيل. > > شكرا على بإفادتنا بما فتح الله عليك من علم ومعرفة > > جزاكم الله خيرا. > > -- > You received this message because you are subscribed to the Google Groups > "Kantakji Group" group. > To post to this group, send email to kantakjigroup@googlegroups.com > To unsubscribe from this group لفك الاشتراك من المجموعة أرسل للعنوان التالي > رسالة فارغة, send email to kantakjigroup+unsubscr...@googlegroups.com > For more options, visit this group at > http://groups.google.com/group/kantakjigroup?hl=en > سياسة النشر في المجموعة: > ترك ما عارض أهل السنة والجماعة... الاكتفاء بأمور ذات علاقة بالاقتصاد > الإسلامي وعلومه ولو بالشيء البسيط، ويستثنى من هذا مايتعلق بالشأن العام على > مستوى الأمة كحدث غزة مثلا... عدم ذكر ما يتعلق بشخص طبيعي أو اعتباري بعينه > باستثناء الأمر العام الذي يهم عامة المسلمين... تمرير بعض الأشياء الخفيفة > المسلية ضمن قواعد الأدب وخاصة منها التي تأتي من أعضاء لا يشاركون عادة، > والقصد من ذلك تشجيعهم على التفاعل الإيجابي... ترك المديح الشخصي...إن كل > المقالات والآراء المنشورة تُعبر عن رأي أصحابها، ولا تعبّر عن رأي إدارة > المجموعة بالضرورة. > -- You received this message because you are subscribed to the Google Groups "Kantakji Group" group. To post to this group, send email to kantakjigroup@googlegroups.com To unsubscribe from this group لفك الاشتراك من المجموعة أرسل للعنوان التالي رسالة فارغة, send email to kantakjigroup+unsubscr...@googlegroups.com For more options, visit this group at http://groups.google.com/group/kantakjigroup?hl=en سياسة النشر في المجموعة: ترك ما عارض أهل السنة والجماعة... الاكتفاء بأمور ذات علاقة بالاقتصاد الإسلامي وعلومه ولو بالشيء البسيط، ويستثنى من هذا مايتعلق بالشأن العام على مستوى الأمة كحدث غزة مثلا... عدم ذكر ما يتعلق بشخص طبيعي أو اعتباري بعينه باستثناء الأمر العام الذي يهم عامة المسلمين... تمرير بعض الأشياء الخفيفة المسلية ضمن قواعد الأدب وخاصة منها التي تأتي من أعضاء لا يشاركون عادة، والقصد من ذلك تشجيعهم على التفاعل الإيجابي... ترك المديح الشخصي...إن كل المقالات والآراء المنشورة تُعبر عن رأي أصحابها، ولا تعبّر عن رأي إدارة المجموعة بالضرورة.
